الرد على شبهة " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله "
أثار أهل الجقد والضغائن افتراءات حول آية التوبة (29 ) وزعموا بجهلهم أن الإسلام يحرض على قتل أهل الكتاب و إذلالهم وذلك نابع من سوء فهمهم المتعمد لقوله تعالى :
(التوبة)(o 29 o)(قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)
والآية
لا تقول بما قالوا وحسبهم حقداً أنهم ما قرءوا سورة التوبة من أولها وما عرفوا سبب
نزول الآية .
لأن
قوله تعالى: (قاتلوا
الذين
لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر)
له سبب نزول خاص. فقد كان اليهود قد نقضوا العهود التي أبرمها معهم المسلمون.
وتآمروا مع أعداء المسلمين للقضاء على الدولة الإسلامية في المدينة ، وأصبح وجودهم
فيها خطراً على أمنها واستقرارها. فأمر الله المسلمين بقتالهم حتى يكفوا عن أذاهم
بالخضوع لسلطان الدولة ، ويعطوا الجزية في غير استعلاء.
أجل:
إن هذه الآية لم تأمر بقتال اليهود لإدخالهم في الإسلام. ولو كان الأمر كذلك ما جعل
الله إعطاءهم الجزية سبباً في الكف عن قتالهم ، ولاستمر الأمر بقتالهم سواء أعطوا
الجزية أم لم يعطوها ، حتى يُسلموا أو يُقتلوا وهذا غير مراد ولم يثبت في تاريخ
الإسلام أنه قاتل غير المسلمين لإجبارهم على اعتناق
الإسلام.
ومثيروا هذه الشبهات يعلمون جيداً أن الإسلام أقر اليهود بعد الهجرة إلى المدينة على
عقائدهم ، وكفل لهم حرية ممارسة شعائرهم ، فلما نقضوا العهود ، وأظهروا خبث نياتهم
قاتلهم المسلمون وأجلوهم عن المدينة.
ويعلمون
كذلك أن النبى عقد صلحاً سِلْمِيًّا مع نصارى تغلب ونجران ، وكانوا يعيشون في شبه
الجزيرة العربية ، ثم أقرهم على عقائدهم وكفل لهم حرياتهم الاجتماعية
والدينية.
وفعل
ذلك مع بعض نصارى الشام. هذه الوقائع كلها تعلن عن سماحة الإسلام ، ورحابة صدره ،
وأنه لم يضق بمخالفيه في الدين والاعتقاد.
فكيف
ساغ لهؤلاء الخصوم أن يفتروا على الإسلام ما هو برئ منه ؟ إنه الحقد والحسد. ولا
شيء غيرهما ، إلا أن يكون العناد.
من كتاب " افتراءات واهية حول الإسلام " محمد شادي
إرسال تعليق
تواصل معنا فى رسائل الصفحة