شبهة حول معنى (حتى يقيموا التوراة و الإنجيل)
السؤال :
يقول
الله تعالى (( قل يا أهل الكتاب لستم
على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن
كثيرا منهم
ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الفاسقين )) وإشكالي
في كون
الله عز وجل أخبر عن أهل الكتاب أنهم ليسو على شيء حتى يقيموا التوراة
والإنجيل ومعلوم
أن القرآن نسخ الكتب السابقة والخطاب كان موجها في الآية لمن هم في
زمن النبي
صلى الله عليه وسلم
الرد :
بسم
الله ...
المقصود بالتوراة و الإنجيل هنا هي الكتب قبل التبديل و التحريف فلا سبيل لإقامتها إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم المهيمن الذي يشهد لما أنزله الله فيهما و يشهد على ما حرفه الناس فيهما و هذا ما أخبرنا به الله في سورة المائدة في قوله تعالى "مهيمناً عليه" فما وافق القرآن هو صدق أنزله الله و ما خالفه كذب و ما لم يوافقه و لم يخالفه نتوقف فيه فلا نصدقه و لا نكذبه .
أما
المقصود بقوله تعالى "وما
أنزل إليكم من ربكم" فهو القرآن الكريم فهم ليسوا على شيئ حتى يقيموا
التوراة الصحيحة
و الإنجيل الصحيح و القرآن المنزل و هذا كله لا يمكن بلوغه إلا
بالقرآن المصدق
المهيمن .
و هذا نفس ما قاله ابن حزم رحمه الله في الفصل ج1 ص92 :
وأما
قول الله عز وجل " يا أهل الكتاب
لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم "
فحق لا
مرية فيه وهكذا نقول ولا سبيل لهم إلى إقامتها أبداً لرفع ما أسقطوا منها
فليسوا على
شيء إلا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فيكونون حينئذ مقيمين
للتوراة والإنجيل
كلهم يؤمنون حينئذ بما أنزل الله منهما وجد أو عدم ويكذبون بما يدل
فيهما مما
لم ينزله الله تعالى فيهما وهذه هي إقامتهما حقاً فلاح صدق قولنا موافقاً
لنص الآية
بلا تأويل والحمد لله رب العالمين.
و
بالله التوفيق .
من كتاب #افتراءات واهية حول الإسلام
محمد شادي
إرسال تعليق
تواصل معنا فى رسائل الصفحة